الأزهر
عباس شومان : الإسلام شرع الزواج بطريقة تمنع الاختلاط من خلال الزواج الشرعي حفاظًا على الأنساب
قضية النسل موجودة في الكتاب والسنة.. والغرب يستفيد من الحقائق الإسلامية في أبحاثه
د. عباس شومان خلال كلمته بالملتقى الفقهي الطبي الأول بالجامع الازهر: الأبحاث العلمية أثبتت حديثا ما أكده القرآن الكريم قبل ١٤ قرنًا من الزمان
قضية النسل موجودة في الكتاب والسنة.. والغرب يستفيد من الحقائق الإسلامية في أبحاثه
الإسلام شرع الزواج بطريقة تمنع الاختلاط من خلال الزواج الشرعي حفاظًا على الأنساب
أكد الدكتور عباس شومان، رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، أمين عام هيئة كبار العلماء، على تنظيم اللقاءات المتنوعة والمتعددة، في رحاب الجامع الأزهر، والتي منها هذا التوجه الجديد الذي يجمع بين الجوانب الشرعية والجوانب العملية، لافتًا إلى أهمية الجانب الطبي في قضية حفظ النسل، مشيراً إلى عظمة ديننا الإسلامي، حيث لم يجد الأطباء أي دليل يتعارض مع الحقائق العلمية المذكورة في القرآن والسنة، بدءًا من مراحل خلق الإنسان وحتى موته.
وأشار الأمين العام لهيئة كبار العلماء، خلال الملتقى الفقهي الذي عقده الجامع الأزهر بعنوان”حفظ النسل بين الشرع والطب”، إلى أن الأبحاث العلمية أثبتت أن القرآن الكريم سبق العلماء في تصحيح مفاهيم خاطئة، مثل الاعتقاد بأن اللحم يتكون أولاً ثم العظام، حيث أوضح القرآن أن العظام تتكون أولاً ثم تكسى باللحم، وهذا يتوافق مع ما جاء به الرسول ﷺ حول مراحل تطور الجنين.
كما أوضح أن أصل قضية النسل موجود في الكتاب والسنة، وأن الأمم الغربية تستفيد من الحقائق الإسلامية في أبحاثها، حيث يكتشفون وبعد مرور قرون كثيرة ما هو مذكور في القرآن، وأكد أن الله أراد أن يكون النسل محفوظًا ومعروفًا؛ فالإسلام شرع الزواج بطريقة تمنع الاختلاط، حيث يُعرف النسب بوضوح، ويكون الإنجاب من خلال الزواج الشرعي الذي يضمن أن الطفل ينسب إلى والده.
وأوضح د. عباس شومان، أن الشريعة الإسلامية أرادت أن تضع قاعدة واضحة في مسألة النسب، حتى في حالات الانحراف مثل الزنا، حيث يُعتبر الولد منسوبًا إلى الفراش الشرعي، بينما يُعتبر العاهر غير معني بالنسب، فالإسلام يضمن أن يكون النسب مرتبطًا بالفراش الصحيح، مما يعكس أهمية الزواج بأركانه وشروطه التي تجعل المرأة خاصة برجل واحد.
وأشار د. شومان إلى أن الرجل حتى وإن تزوج بأكثر من امرأة، فالأنساب محفوظة، حيث لا يحدث اختلاط في النسب مع تعدد الأمهات، لأن الأب يكون واحدًا، بينما في حالة تعدد الأزواج للمرأة، يحدث اختلاط وهو ما يحدث مشكلة في تحديد النسب.
كما تناول الأمين العام لهيئة كبار العلماء، مفهوم المساواة المغلوط ، مشيرًا إلى أن من يدعون لإباحة الزواج بأكثر من رجل للمرأة الواحدة لا يفهمون طبيعة الخلق، فالرَحم هو الذي يحمل الحمل، وإذا تعدد الأزواج، يصبح من الصعب معرفة من هو والد الطفل، وأكد أن منع المرأة من الزواج بأكثر من رجل ليس تمييزًا، بل هو صيانة لها ولحفظ نسب الأولاد.
واستغرب د. عباس شومان، من بعض النساء اللواتي يطالبن بالمساواة مع الرجال في هذا الشأن، مشيرًا إلى أن ذلك يتناقض مع كرامتهن؛ فالله كرّم المرأة وفرض عليها الزواج برجل واحد لحمايتها من الأمراض، حيث إن تعدد الأزواج قد يؤدي إلى مشاكل صحية. وخلص إلى أن الله أراد للمرأة أن تكون محفوظة ومكرمة في إطار من العلاقات المحاطة بالمودة والاحترام.
وشدد الأمين العام لهيئة كبار العلماء، على أن التدخل في أحكام الإسلام الثابتة إضرار بالمجتمع وبالنفس السوية ولا يقبله العقل السليم، فلقد جاء الإسلام لأجل حفظ النسل بتجريم الزنا وجعله من الكبائر وشرع حداً لمرتكبه، بل شرع حدًا لمن اتهم غيره بالزنا فيما يعرف بحد القذف، كل ذلك لأجل حفظ العِرض من القول والإتهام، وحلل الإسلام الزواج الشرعي لحفظ النسل وأوصى الشباب بتخير ذات الدين التي تحفظ زوجها في ماله وفي عِرضه، وحتى شرع أبغض الحلال إذا استحالت العشرة بين الزوجين وحدد مدة معينة لعدة المطلقة، وفي هذا صيانة للأنساب والأعراض.
إتبعنا